نحن نعذب الملائكة!
ونحن نقتلها أحيانا!
بكل وحشية وبرود أعصاب، نضرب الملائكة. ونمنع عنها الماء والطعام، ونربطها بالحبال والسلاسل الحديدية، ونطفي في أجسادها السجائر المشتعلة، ونكويها بالملاعق والسكاكين الساخنة الملتهبة!
أما نحن.. فنحن آباء وأمهات هذه الأيام الملعونة، تجردنا من بشريتنا، وغريزة الأبوة والأمومة، وبكل قسوة وفظاعة أخذنا في تعذيب وقتل أطفالنا.. الملائكة.. أحباب الله!
فهل من ضمير يصحو؟
وهل من قاض يحاكمنا؟!
لم يقشعر بدني وأنا أقرأ في صفحات حوادث جرائدنا الاسبوع الماضي. خبر اتهام أب بتعذيب طفلته وعمرها 3 سنوات، اعترف الأب بكل برود أن زوجته هجرته وتركت له البيت مع طفلتهما، التي كانت بالطبع تبكي طوال الوقت لغياب أمها، وتدهورت حالتها النفسية حتي أصبحت تتبول لا إراديا، لكن الأب المتوحش لم يرحم حالتها. وإنما بدأ في التفنن في تعذيبها، بأبشع الطرق الجهنمية. كان يسخن أدوات المطبخ علي النار ويكوي جسد ابنته المسكينة بها، كان يطفيء السجائر المشتعلة في ساقيها، كان يقيدها بالحبال ويتركها طوال النهار جائعة.
ولم تتحمل الصغيرة كل هذا العذاب!
لفظت أنفاسها وفارقت الحياة الظالمة.
والغريب أن الطفلة المسكينة.. كان اسمها 'رحمة'!
لكن أقرب الناس.. والدها.. لم يرحمها!
***
لكن الأكثر أسفا أن جريمة قتل الطفلة 'رحمة' ليست هي الأولي في مسلسل تعذيب الأطفال. علي أيدي الآباء، والأمهات، أو أيدي زوج الأم أو زوجة الأب!
ملف تعذيب الأطفال حافل بالقصص البشعة، والتي لا يمكن أن يصدقها عقل. لكنها حدثت وتحدث كل يوم، نسمع عنها ونقرأ تفاصيلها دون أن يتحرك لنا جفن!
لكني مرة أخري * وقد سبق 'لأخبار الحوادث' أن فتحت هذا الملف من قبل أكثر من مرة * أعيد نشر بعض هذه الحوادث المؤسفة.
لعل هناك من يتحرك ضميره.
لعل هناك من ينبض قلبه.
من يحس.
ويتعظ.
ويتحرك!
لا تكاد تخلو صفحة الحوادث في كل الجرائد من جريمة تعذيب طفل.. في حي الوراق قام أب بتكبيل طفلته بالحبال.. وعذبها بالضرب والكي بالنار. وأعقاب السجائر المشتعلة حتي الموت. إرضاء لزوجته الثانية التي كانت تشكو من الطفلة البريئة!
وفي الجيزة تجرد أب من مشاعر الانسانية وانهال ضربا علي طفله البالغ من العمر خمس سنوات. لأنه يتبول علي نفسه. قام الأب بمساعدة زوجته بضرب الصغير حتي حطما رأسه وتوفي متأثرا بإصاباته!
نفس الجريمة ارتكبها قهوجي ومطلقته في حي العمرانية. وأيضا بسبب التبول اللا ارادي للطفل * 5 سنوات * وحالات التشنج بسبب الخوف. فضربه الاثنان بوحشية حتي مات!
لن ينسي الحكم الدولي رضا البلتاجي حكاية 'دعاء' و'داليا'!
كان رضا عائدا الي بيته في المساء، عندما أخبره خادم أحد المساجد في حلوان. بأن المصلين عثروا علي الطفلتين الصغيرتين في الشارع تبكيان بأصوات هزت قلوب المصلين!
وحمل الحكم الدولي صاحب القلب الأبيض الطفلين الي بيته، بعد أن لاحظ أن الصغيرة 'داليا' رجلها مكسورة. وأسرع يقدم بلاغا للشرطة بالعثور عيها.
وفوجيء الحكم الدولي بامرأة تخبره أنها أم الطفلين، وأن طليقها هو الذي عذبهما وألقاهما في الشارع.
قالت ذلك..
ثم اختفت!
زوجة الأب!
زوجة الأب دائما ترتبط بأذهاننا بتلك المرأة قاسية القلب والتي تتفنن في تعذيب أولاد زوجها!
وهل ممكن أن ننسي لحظة واحدة ماذا فعلت زوجة الأب هذه بابنة زوجها.. عذبتها حتي الموت وظنت أن جريمتها ماتت عندما واري زوجها التراب علي جثة ابنته.. لكن الحق لا يموت أبدا!
دب الشك في قلب الأم وكاد أن يفتك بعقلها.. قال لها الجيران ان ابنتك شيماء '5 سنوات' ماتت فأسرعت الأم الي بيت طليقها فوجدته قادما من المقابر.. في هذه اللحظة لم تسمع حنان إلا صوت ابنتها يناديها من تحت التراب: '.. لاتتركي حقي يا أمي'!.. وتقدمت الأم بالبلاغ وتوالت المفاجآت وجاء تقرير الطبيب الشرعي يؤكد مقتل شيماء وتحدثت القاتلة وقتها ل'أخبار الحوادث' قائلة: 'لم أقصد قتلها وانما أردت تأديبها فقط'!
لكن النيابة حبست المتهمة.
ومأساة انسانية أخري شهدها ميدان التحرير.. كانت الدماء تسيل من رأس طفل صغير عمره لا يتعدي 6 سنوات وبه آثار تعذيب في كل أنحاء جسده وفي حالة اعياء شديدة.. وبعد أن داوي الأطباء الاصابات الموجودة بجسد الصغير كشف عن المستور.. قال في قسم شرطة قصر النيل: '.. زوجة أبي ضربتني بالشاكوش.. أرادت أن تتخلص مني بعد أن ظلت تعذبني أياما وليالي'.
وأمرت النيابة بتسليم الطفل الي احدي دور الرعاية الاجتماعية بعين شمس.
الراقصة والطبال.. والسجائر المشتعلة!
في هذه الجريمة الأم والتي تعمل راقصة والطبال.. وزوج الراقصة ويعمل 'عتال' جميعهم وهم يمثلون هنا الشر.. قاموا بتعذيب ابنة الراقصة بشتي وسائل التعذيب.. بائعة المناديل الصغيرة زينب ابنة السنوات العشر.. قالت علي فراش المرض داخل احد مستشفيات شبرا الخيمة: '.. كانوا جميعا يطفئون السجائر المشتعلة في وجهي وجسدي.. صراخي يعني لهم مزيدا من الانتقام والعذاب.. ولم يكتفوا بهذا وانما كانوا يضربون جسدي باسلاك الكهرباء وتخيلوا ان امي حرقتني بالنار ثم القت بي في حجرة اغرقتها بالماء.. هكذا عشت في عذاب وجحيم لايطاق'!
وقررت النيابة حبس المتهمين الثلاثة وامر قاضي المعارضات بجنوب القليوبية بتجديد حبس الراقصة والطبال وزوج الراقصة 15 يوما علي ذمة القضية تمهيدا لتقديمهم الي محكمة الجنايات.
تعذيب احباب الله.. مسئولية من؟!
تعذيب أحباب الله.. ملف فتحته 'أخبار الحوادث' لقلوب تحجرت وماتت ضمائرها وكأن المتهمين اعطوا انسانيتهم اجازة مفتوحة.
وكأي ملف تعودنا ان نفتحه نستطلع آراء خبراء الأمن والطب النفسي وعلماء الاجتماع.. وعن هذه الجريمة التي لاتغتفر ابدا قال وقتها قيادات الأمن: 'اهمال الأسرة يساهم في الجريمة عندما تسكت الأم عن تعذيب زوجها لابنها او العكس عندما يصمت الأب عن تعذيب زوجته لابنه أو ابنته'!
وارجع علماء الاجتماع والنفس السبب في ازدياد هذه الجريمة الي زيادة نسبة الطلاق بين الازواج وبحث كل زوج عن شريك جديد دون ان يفكر لحظة واحدة في مصير اولاده'!
وهكذا تبقي الجريمة ما بقيت أسبابها
ونحن نقتلها أحيانا!
بكل وحشية وبرود أعصاب، نضرب الملائكة. ونمنع عنها الماء والطعام، ونربطها بالحبال والسلاسل الحديدية، ونطفي في أجسادها السجائر المشتعلة، ونكويها بالملاعق والسكاكين الساخنة الملتهبة!
أما نحن.. فنحن آباء وأمهات هذه الأيام الملعونة، تجردنا من بشريتنا، وغريزة الأبوة والأمومة، وبكل قسوة وفظاعة أخذنا في تعذيب وقتل أطفالنا.. الملائكة.. أحباب الله!
فهل من ضمير يصحو؟
وهل من قاض يحاكمنا؟!
لم يقشعر بدني وأنا أقرأ في صفحات حوادث جرائدنا الاسبوع الماضي. خبر اتهام أب بتعذيب طفلته وعمرها 3 سنوات، اعترف الأب بكل برود أن زوجته هجرته وتركت له البيت مع طفلتهما، التي كانت بالطبع تبكي طوال الوقت لغياب أمها، وتدهورت حالتها النفسية حتي أصبحت تتبول لا إراديا، لكن الأب المتوحش لم يرحم حالتها. وإنما بدأ في التفنن في تعذيبها، بأبشع الطرق الجهنمية. كان يسخن أدوات المطبخ علي النار ويكوي جسد ابنته المسكينة بها، كان يطفيء السجائر المشتعلة في ساقيها، كان يقيدها بالحبال ويتركها طوال النهار جائعة.
ولم تتحمل الصغيرة كل هذا العذاب!
لفظت أنفاسها وفارقت الحياة الظالمة.
والغريب أن الطفلة المسكينة.. كان اسمها 'رحمة'!
لكن أقرب الناس.. والدها.. لم يرحمها!
***
لكن الأكثر أسفا أن جريمة قتل الطفلة 'رحمة' ليست هي الأولي في مسلسل تعذيب الأطفال. علي أيدي الآباء، والأمهات، أو أيدي زوج الأم أو زوجة الأب!
ملف تعذيب الأطفال حافل بالقصص البشعة، والتي لا يمكن أن يصدقها عقل. لكنها حدثت وتحدث كل يوم، نسمع عنها ونقرأ تفاصيلها دون أن يتحرك لنا جفن!
لكني مرة أخري * وقد سبق 'لأخبار الحوادث' أن فتحت هذا الملف من قبل أكثر من مرة * أعيد نشر بعض هذه الحوادث المؤسفة.
لعل هناك من يتحرك ضميره.
لعل هناك من ينبض قلبه.
من يحس.
ويتعظ.
ويتحرك!
لا تكاد تخلو صفحة الحوادث في كل الجرائد من جريمة تعذيب طفل.. في حي الوراق قام أب بتكبيل طفلته بالحبال.. وعذبها بالضرب والكي بالنار. وأعقاب السجائر المشتعلة حتي الموت. إرضاء لزوجته الثانية التي كانت تشكو من الطفلة البريئة!
وفي الجيزة تجرد أب من مشاعر الانسانية وانهال ضربا علي طفله البالغ من العمر خمس سنوات. لأنه يتبول علي نفسه. قام الأب بمساعدة زوجته بضرب الصغير حتي حطما رأسه وتوفي متأثرا بإصاباته!
نفس الجريمة ارتكبها قهوجي ومطلقته في حي العمرانية. وأيضا بسبب التبول اللا ارادي للطفل * 5 سنوات * وحالات التشنج بسبب الخوف. فضربه الاثنان بوحشية حتي مات!
لن ينسي الحكم الدولي رضا البلتاجي حكاية 'دعاء' و'داليا'!
كان رضا عائدا الي بيته في المساء، عندما أخبره خادم أحد المساجد في حلوان. بأن المصلين عثروا علي الطفلتين الصغيرتين في الشارع تبكيان بأصوات هزت قلوب المصلين!
وحمل الحكم الدولي صاحب القلب الأبيض الطفلين الي بيته، بعد أن لاحظ أن الصغيرة 'داليا' رجلها مكسورة. وأسرع يقدم بلاغا للشرطة بالعثور عيها.
وفوجيء الحكم الدولي بامرأة تخبره أنها أم الطفلين، وأن طليقها هو الذي عذبهما وألقاهما في الشارع.
قالت ذلك..
ثم اختفت!
زوجة الأب!
زوجة الأب دائما ترتبط بأذهاننا بتلك المرأة قاسية القلب والتي تتفنن في تعذيب أولاد زوجها!
وهل ممكن أن ننسي لحظة واحدة ماذا فعلت زوجة الأب هذه بابنة زوجها.. عذبتها حتي الموت وظنت أن جريمتها ماتت عندما واري زوجها التراب علي جثة ابنته.. لكن الحق لا يموت أبدا!
دب الشك في قلب الأم وكاد أن يفتك بعقلها.. قال لها الجيران ان ابنتك شيماء '5 سنوات' ماتت فأسرعت الأم الي بيت طليقها فوجدته قادما من المقابر.. في هذه اللحظة لم تسمع حنان إلا صوت ابنتها يناديها من تحت التراب: '.. لاتتركي حقي يا أمي'!.. وتقدمت الأم بالبلاغ وتوالت المفاجآت وجاء تقرير الطبيب الشرعي يؤكد مقتل شيماء وتحدثت القاتلة وقتها ل'أخبار الحوادث' قائلة: 'لم أقصد قتلها وانما أردت تأديبها فقط'!
لكن النيابة حبست المتهمة.
ومأساة انسانية أخري شهدها ميدان التحرير.. كانت الدماء تسيل من رأس طفل صغير عمره لا يتعدي 6 سنوات وبه آثار تعذيب في كل أنحاء جسده وفي حالة اعياء شديدة.. وبعد أن داوي الأطباء الاصابات الموجودة بجسد الصغير كشف عن المستور.. قال في قسم شرطة قصر النيل: '.. زوجة أبي ضربتني بالشاكوش.. أرادت أن تتخلص مني بعد أن ظلت تعذبني أياما وليالي'.
وأمرت النيابة بتسليم الطفل الي احدي دور الرعاية الاجتماعية بعين شمس.
الراقصة والطبال.. والسجائر المشتعلة!
في هذه الجريمة الأم والتي تعمل راقصة والطبال.. وزوج الراقصة ويعمل 'عتال' جميعهم وهم يمثلون هنا الشر.. قاموا بتعذيب ابنة الراقصة بشتي وسائل التعذيب.. بائعة المناديل الصغيرة زينب ابنة السنوات العشر.. قالت علي فراش المرض داخل احد مستشفيات شبرا الخيمة: '.. كانوا جميعا يطفئون السجائر المشتعلة في وجهي وجسدي.. صراخي يعني لهم مزيدا من الانتقام والعذاب.. ولم يكتفوا بهذا وانما كانوا يضربون جسدي باسلاك الكهرباء وتخيلوا ان امي حرقتني بالنار ثم القت بي في حجرة اغرقتها بالماء.. هكذا عشت في عذاب وجحيم لايطاق'!
وقررت النيابة حبس المتهمين الثلاثة وامر قاضي المعارضات بجنوب القليوبية بتجديد حبس الراقصة والطبال وزوج الراقصة 15 يوما علي ذمة القضية تمهيدا لتقديمهم الي محكمة الجنايات.
تعذيب احباب الله.. مسئولية من؟!
تعذيب أحباب الله.. ملف فتحته 'أخبار الحوادث' لقلوب تحجرت وماتت ضمائرها وكأن المتهمين اعطوا انسانيتهم اجازة مفتوحة.
وكأي ملف تعودنا ان نفتحه نستطلع آراء خبراء الأمن والطب النفسي وعلماء الاجتماع.. وعن هذه الجريمة التي لاتغتفر ابدا قال وقتها قيادات الأمن: 'اهمال الأسرة يساهم في الجريمة عندما تسكت الأم عن تعذيب زوجها لابنها او العكس عندما يصمت الأب عن تعذيب زوجته لابنه أو ابنته'!
وارجع علماء الاجتماع والنفس السبب في ازدياد هذه الجريمة الي زيادة نسبة الطلاق بين الازواج وبحث كل زوج عن شريك جديد دون ان يفكر لحظة واحدة في مصير اولاده'!
وهكذا تبقي الجريمة ما بقيت أسبابها