سُألت ذات ليلة عن الحب ، ماهو الحب ؟ هل هو الانجذاب ؟
فوقعت في حيرة ، بل حيرتان
الاولى ، أن السؤال صعب ، صعب الاجابة .
والثانية ، أن سائلي انسان ، شفاف تكاد ترى قلبه عندما يتحدث ...
فان كان هذا السائل يجهل الحب ، فمن أين للمسؤول العلم به .
الحب ، ماهو ؟ مثل هذه الاسئلة لا تجهدك ذهنيا بالبحث والتحليل ، وانما تتجه مباشرة لقلبك ، أحسست بحرف الحاء يصنع احتكاكا ، يزيل قشرة ما عن سطح القلب ، كأنه يبحث عن شئ ، عن حقيقة ، عن خفقة ، عن كهرباء لذيذة ، عن رعشة
هناك في عمق ذاك المكان ثمة اجابة ، لا يمكن أن انقلها هنا ، ثقافة لا تعيش على الورق ، وعالم لا نراه بأعيننا
ثقافة عالم له لغة الاحساس فقط ولا شئ غيرها ...ولا أستطيع أن أكتب الاحساس ، هل هناك أحد يستطيع ؟
هل تعلمون أن هناك أسئلة أصعب بعثها سؤال صاحبي ذاك من مرقدها ،
ان كان الحب هو أقوى العواطف الانسانية ،
لماذا لا يقاوم الملل ؟
لم يتوارى خلف روتين الحياة القاتل ؟
لماذا ينهزم أمام قسوة الأيام واجتياح السنين ؟
ذاك الحبيب الذي يذوب لهفة وشوقا لرؤيتي ، ويداري ابتسامته مخافة أن تفضح شعوره ان تحدث الي ، ذاك الحبيب الذي كنت كالنجمة بعينه يتمنى فقط امساكي بيده لينام قريرا ، كيف يتغير فجاة ؟ وكيف أتغير أنا ؟
أين تذهب تلك اللذة ،، الكهرباء ،،الزئبق ،، الرعشة ،، المشاعر الخفية العصيّة على الوصف ؟ لم تولي هاربة ؟
كيف صرنا مألوفين لبعضنا لدرجة عدم ملاحظة أحدنا وجود الاخر ، أو تجاهله ؟
غريب ذاك المسمى بالحب ، كيف يجمع تلك النقائض ؟
كيف يكون قويا ثائرا يقاوم التقاليد ، ويكسر العادات ؟
ثم يكون هشا ، أخرقا ، ينتهي عند تأخير موعد ، أو زيادة سكر في كوب شاي ، ؟
تحيرنا هذه الأسئلة ، هل نحن السبب؟
هل هو الحب ؟
هل هي العادات ؟ هل هو الحبيب ؟
أممممم حسنا لعله كوب الشاي ؟
لكم هو غريب ذاك الحب ؟؟
أعتقد ان لذته تكمن في النتناقضات التي يجمعها ،
واصطدام اكبر عدد من العواطف في دائرته ، يربكنا ، الربكة بحد ذاتها لذيذه ، مع خجل ، وخوف ، وشهوة ،
وشوق ، لهفة ، الرغبات في الحب تتدافع ، تحدث اصطدام لذيذ في القلب ، فيزيد خفقانه ..
ويزيد جنوننا ....
الحب نشعر به عندما يشعل طرف الفتيل .............................................ونشعر به عند فقد ذاك الحبيب
وبين هذا وذاك يغيب في لجة الحياة ......